Thursday, July 23, 2009

هاملت و حفارالقبور

.
.
إنه واحد من أبرز و أخطر المشاهد في تاريخ الأدب، وهو المشهد الذي يجمع بين هاملت وحفار القبور وهوراشيو
.
فقد عاد هاملت لتوهّ من موت محقق بعدما نجا من محاولة اغتيال فاشلة دبرها له عمه ، وها هو الآن يرى بأمّ عينه كيف يشقّ حفار القبور ركام التراب، وكيف سيُطوّح بجمجمة خارج القبر يعرف هاملت منه بعد ذلك أنها ل(يوريك)مهرج الملك,ليبدأ بعدها ذلك الحوار الذي يتلاحم فيه هاملت مع الموت و معانيه,وهو الحوار الذي تم عرضه بأشكال مختلفة على مر العصور
.
.
هاملت:1
دعني أنظر إليها,ويحك يا يورك المسكين!1
كم كان خيالك بارعا,كم حملتني على ظهرك ألف مرة
والآن تعاف نفسي تصور ذلك ويعتريني القرف
.
.
من هنا كانت تتدلى الشفتان اللتان قبلتهما مرارا
أين نكاتك ودعاباتك؟ وأغانيك وفكاهاتك البارعة التي أثارت القهقهة حول الموائد؟1
ألم تبقى لديك نكتة واحدة تسخر بها من فمك المفتوح؟
.
.
.
اذهب الآن إلى مخدع السيدة العظيمة
وقل لها عبثا تضعين الأصباغ سمكها بوصة
إن هذا سيكون مصيرك,اجتهد لتجعلها تضحك من هذه النكتة
.
.
هوراشيو أرجوك أن تنبئني بأمر؟
.
.
هل تظن أن الإسكندر يبدو هكذا في قبره؟
.
.
عجبا أي مصير وضيع نصير إليه يا هوراشيو؟
لماذا لانتبع بخيالنا مصير ذلك التراب النبيل لجسد الإسكندر
حتى نجد أنه استحال طينا يسد به ثقب برميل
.
.
أليس الإسكندر قد مات ثم دفن؟ثم عاد ترابا كما كان؟1
والتراب هو الثرى ونحن نصنع من الثرى طينا؟1
وهذا ما صار إليه الإسكندر,أليس من الجائز أن يسد به ثقب برميل؟
.
.
قيصر الجبار قد آل إلى كلس وطين
فاعجبوا من طينة تملأ هذا الكون رعبا
صار ثقب الدار مثواها على مر السنين
.
.
.
عمرو أبوالحسن
.
.

No comments:

Post a Comment